Al-Quds Al-Arabi

اتحاد عمال غزة: الحرب الأخيرة دمرت 20 مصنعا و5 آلاف عامل فقدوا مصادر رزقهم

طالب بتعزيز صمود الشعب الفلسطيني

- غزة ـ «القدس العربي»:

أعلن اتحاد العمال في قطاع غزة أن العدوان الإســرائي­لي الأخيــر أدى لتدميــر 20 مصنعا بشكل كامل في القطاع، كما أسفر عن تضرر 20 ألف عامل بصورة مباشرة وغير مباشر.

وقــال رئيس اتحاد العمال في غزة ســامي العمصي، إن خمسة آلاف عامل فقدوا وظائفهم وأعمالهم بسبب آثار العدوان.

وأشــار إلى أن العمال حرمــوا من دخولهم اليومية طوال فترة العدوان، فتعطل الســائق والمزارع وعمال الصناعات وعمال الإنشــاءا­ت وعمال القطاع الســياحي والصيــد البحري، بالإضافة إلى تعطل عامــات رياض الأطفال. وقال «كلهــم تم حرمانهم من دخلهــم اليومي طوال فترة العدوان والى يومنا هذا.»

وأوضح أن العدوان الإسرائيلي وجه ضربة كبيرة للاقتصاد الفلســطين­ي المنهك أصلا بعد تدميره 20 مصنعا بشكل كامل خلال العدوان، أضيفت إلى قرابة 500 منشــأة ومصنع تعطلت بســبب الحصار وأزمــة كورونــا والحروب الســابقة، وكأن الاقتصاد الفلســطين­ي هدف أساسي لجيش الاحتلال عبر استهداف شركات كبيرة وأبراج .»

وأشــار إلى أن العدوان خلــف دمارا كبيرا وألقى بظلال كارثية على واقع شريحة العمال، فتعطــل الآلاف منهم، وآلاف فقــدوا وظائفهم، وجرى تســريحهم، بعــد أن دمرت عشــرات المصانع، وتفاقمت الأوضاع المعيشية لعشرات الآلاف من العائــات العمالية، موضحا أنه لم يســلم من بطش الاحتلال أي شيء، لا البشر ولا الشــجر ولا الحجر. وأضــاف «كان عمالنا البواسل هم الضحايا الأكبر للعدوان.»

ولفــت إلى أنه لــم يتعافَ العمــال من آثار جائحة «كورونا» التي تجثــم على قطاع غزة منذ أكثر من عــام، وأدت لتضرر 160 ألف عامل بصورة مباشــرة وغير مباشــرة، وأدت إلى خســائر كبيرة تتجــاوز 200 مليون شــيكل، وارتفاع نســبة البطالة إلــى 55٪ ووصول أعــداد المتعطلين عن العمل لنحــو ربع مليون عامــل. وأضــاف «جاء هــذا العــدوان الذي شــنه الاحتلال ليعمق من الكارثة الانســاني­ة ويكمل ثالــوث المعاناة والمآســي بحق العمال الفلســطين­يين ويطلق رصاصــة الرحمة على آمال العمال بتحســن حياتهم المعيشية وخلق أفق لحياة أفضــل، بعد ان خلف دمارا هائلافي البنيــة التحتية والمصانع والــورش والمنازل والمؤسسات الحكومية والأهلية .»

وشدد نقيب العمال على أن ما جرى يفرض تحديات جديدة علينا كفلســطيني­ين تستدعي تكاتف الجهــود للنهوض مجددا من بين الركام والدمــار لنعيد بنــاء الوطن، لتســتمر عجلة الإنتاج بالدوران رغم كل ما جرى.

وفي السياق، اعتبر العمصي أن الاستعانة بعمال من الخارج لإزالــة آثار العدوان، ورغم دورها في زيادة التعاون مع الشعوب العربية «مضرة بواقع العمال، وقطاع الإنشاءات الذي يضم أكثــر من 40 ألف عامــل معظمهم تعطلوا عــن العمل منذ ســنوات أو يعملــون بصورة متقطعــة، وكان من الأولى الاســتعان­ة بهم في هذه المرحلــة.» وطالب كل الجهات ذات الصلة بالتراجع عــن هذه القــرار وإعطــاء العمال الفرصة لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، ووقف استقدام العمال من الخارج.

وقال «عمالنا مهرة ويتمتعون بكفاءة عالية ولديهم خبــرة كبيــرة وإرادة عالية وهم من أعادوا إعمار غزة خلال الاعتداءات الســابقة، فنحن في حاجة لتصدير عمال للخارج وليس استقدام عمال .»

وثمــن دعوة وكيــل وزارة العمــل في غزة إيهاب الغصين بإنشــاء صندوق وطني لجمع التبرعات للعمال المتضررين بســبب العدوان، وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم جراء فقدهم لمشاريعهم الصغيرة أو وظائفهم، مؤكدا على ضرورة الإســراع في إنشــاء الصندوق، وأن يكون هذا الصندوق جزءا من عملية إعادة إعمار القطاع.

وأكــد نقيــب العمــال أن هــذا العــدوان الإســرائي­لي والجرائم التي ارتكبها الاحتلال في غزة وقتلــه للأطفال والنســاء يحتم على الدول المطبعة إلغــاء اتفاقيات التطبيع مع هذا الاحتلال، وتوجيه دعمها للشعب الفلسطيني والعمــل على إعــادة إعمار قطاع غــزة ودعم الاقتصاد الفلســطين­ي، للتخفيــف من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها القطاع.

وطالب العمصي الاتحادات النقابية العربية والإسلامية والدولية بالوقوف بجانب القضية الفلســطين­ية فــي هــذه المرحلة الحساســة، وتعزيز صمود الشــعب الفلسطيني والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار القطاع، وفضح جرائم الاحتلال الإســرائي­لي فــي المحافــل العربية والدولية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom