Al-Quds Al-Arabi

هيئة دفاع سليمان الريسوني تطالب بإطلاق سراحه ووضعه الصحي يزداد سوءاً

- الرباط ـ «القدس العربي»:

طالبــت هيئة دفــاع الصحافي المغربــي المعتقل ســليمان الريســوني بمتابعته في حالة ســراح، محملة الجهات المســؤولة عن اعتقاله أي مســاس بحقه في الحياة والسلامة البدنية والنفسية.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس الجمعة في مقــر هيئة المحامين فــي الدار البيضــاء، اعتبر الدفاع عن ملف الريســوني ملفاً سياســياً بامتياز، يســتهدف ضرب حرية الــرأي والتعبيــر وحرية الصحافة، خاصــة أن الصحافــي المذكور معروف بكتاباته اللاذعة والمنتقدة للسلطات العمومية.

واعتبــر البيــان الــذي اطلعت عليــه "القدس العربي" أن حق سليمان في المتابعة في حالة سراح هو أحد شــروط وضمانات المحاكمة العادلة، تفعيلاً لمبدأ قرينة البراءة التي كرســتها المواثيق الدولية لحقوق الإنســان والدســتور والقانون، مادام أن الاعتقــال الاحتياطي هو اســتثناء حــدد القانون الدولي لحقوق الإنسان شروطه بدقة، إذ لا يجب أن

يكون معقولاً فقط، بل أن يكون ضرورياً ومشروعاً. وجــددت هيئــة الدفــاع المطالبة بإطلاق ســراح الصحافيين ســليمان الريســوني وعمــر الراضي ونشطاء حراك الريف.

ولفــت البيــان إلى خطــورة الوضــع الصحي للصحافي سليمان الريسوني الذي اضطر للدخول في إضــراب لا محدود عن الطعــام لغاية يومه )72 يوماً( بســبب ما طالــه من ظلم وحيف وتشــهير، مشــيراً إلى أن ذلك الإضراب قد يســفر عن فاجعة حقيقية، بحيــث إن حقه في الحيــاة أصبح مهدداً بشكل خطير، إذ إنه على شفا حفرة من الموت.

وسلط الضوء على ملابسات اعتقال الريسوني والخروق التي شــابت ملفــه، متوقفــاً عند حملة التشــهير الممنهج والمغرض التي تعرض ويتعرض لهــا. واعتبر أن بلاغ النيابة العامــة الذي جاء فيه أن ســليمان أصر عن الامتناع عن الحضور للجلسة وأن وضعه الصحي عــادي، "يتضمن معطيات غير صحيحة وصادرة عن طرف غير محايد في القضية". وأوضح أن التأخير الذي طــال ملف القضية، مرده

بالأســاس لطول فترة التحقيق القضائي معه الذي دام لما يقارب تســعة أشهر، وأشــرف عليه قاضي التحقيق في محكمة الاســتئنا­ف في الدار البيضاء، رغــم أن هــذا التحقيق لــم يضــف أي جديد لملف القضية، أكثر ممــا قدم به لديــه، وبالتالي لم يكن يستدعي كل تلك المدة، وفق بيان هيئة الدفاع.

في سياق متصل، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي رسالة لســليمان الريسوني، نقلها أحد محاميه، جاء فيهــا: "لقد دخلت اليوم، الخميس 17 حزيران/يونيو 2021، 71 يوماً مــن معركة الأمعاء الفارغة، وهذا أمر لا تشــكك فيه لا إدارة الســجن ولا النيابــة العامــة، فهل يعقل أن يكــون )بصحة جيدة من يضرب عن الطعام للشــهر الثالث( ويفقد 35 كيلوغراماً منذ اعتقالــه، و18 كيلو منذ إضرابه، وأضحت قدمه اليمنى شبه مشــلولة بإقرار طبيب وطبيبة الســجن، وكذا البروفســو­ر بوطيب الذي صدمني أمام بعثة المجلس الوطني لحقوق الإنسان التي زارتني يوم الأربعاء 16 يونيو ، حيث قال لي: "للأسف، لن تستعيد الإحساس برجلك اليمنى حتى

وإن استعدت المشي بها بعد علاج طويل وترويض"؟

وأضاف الريســوني: "مــن يقــول إن إضرابي جبن، أجيبه: هيا، تشــجع وتوقف عن الأكل نصف هــذه المدة فقــط واحكم علــيّ بأقصــى العقوبات وســأقبل. إضرابي عن الطعام هو أقصى وأقســى شــكل احتجاجي. ولا يقوى على ركوبه إلا من ظلم ظلماً كبيراً... فهل كان البوعزيزي وهو يحرق نفسه جباناً؟".

وتابع قائــاً: "إنني، ومنذ اعتقالــي، أتطلع إلى اليــوم الــذي أتمكن فيه مــن الكلام أمــام محاكمة مســتقلة وعادلة لأفضح الجريمــة التي ارتكبت في حقي. أنا مســتعد، بل متشــوق للمحاكمة وأنا في كامل حريتي، هذا حقي وســوف أصل إليه: إما أمام محكمة الدار البيضاء أو محكمة الله".

وتابــع: "ختاماً، ما ســأقوله هنــا ليس بغرض استدرار عطف صاحب سلطة قضائية أو سياسية، هــي كلمة قد تكون الأخيرة: 1 ـ أنا أب لطفل لم يكمل عامه الثانــي، ولو أني ضبطت شــاباً يعتدى على ابني، لا قدر الله، قد أفقد عقلي ولا أتوقع ما يمكنني القيام به. ومع ذلك أقــول إن أنا هتكت عرض أحد، أو حاولــت، أو حتى فكرت يوماً في اقتراف مثل هذا الفعل، فاللهم ســلط على ابني من يهتك عرضه. 2 ـ أنا الذي قد يقودني هذا الإضراب الممتد والمســتمر، في أية لحظــة إلى المــوت، أقول إن أنــا احتجزت أحداً، اللهم احتجزني في نار جهنم ولا ترحمني ولا تخرجني منها أبداً. إلى اللقاء. أين؟ لا أعرف".

فــي غضون ذلــك، نظمــت لجنــة التضامن مع المعتقلين السياســيي­ن ومعتقلي الــرأي والتعبير، والدفــاع عن الحريات في مراكش، في ســاحة باب دكالة، مساء أول أمس الخميس، وقفة احتجاجية، للمطالبة بإطلاق ســراح كافة المعتقلين السياسيين والصحافيين والمدونين.

وطالبت اللجنة المذكورة، وفق موقع "اليوم24،" بإطلاق سراح الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي. ورفع المحتجون شعارات "الصحافة ليست جريمــة"، و"لا لتكميــم الأفــواه"، و"لا لقمع حرية التعبير"، دعــوا من خلالها إلى إنقــاذ الصحافيين من الموت، مســجلين أن حياة الريسوني صارت في خطر، بعد أسابيع من إضرابه عن الطعام.

وقال عمر أربيب، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقــوق الإنســان، في تصريــح للموقع المذكور، إن "هذه الوقفة هي الثانية من نوعها، التي تنظم فــي مدينة مراكش، للمطالبة بإطلاق ســراح كافة المعتقلين السياســيي­ن، أي ما تبقى من معتقلي الريف، وإطلاق سراح ســليمان الريسوني، وعمر الراضي، اللذين نعتبرهما من معتقلي الرأي".

وأضاف أربيب: "للأســف، فــي الوقت الذي كنا نطمــح فيه إلى متابعــة الراضي والريســون­ي في حالة سراح، خصوصاً بعد الوضع الصحي الخطير لسليمان، الذي يضرب عن الطعام منذ 71 يوماً، كان العكس.

نأســف لهــذا المنحــى، ونؤكد بأن حــدوث أي انفراج سياســي والتهييء لمرحلة جديدة، لا بد أن ينطلق بتقوية الضمانات في ما يتعلق بحرية الرأي والتعبيــر، بما فيها حرية الــرأي بالفضاء الرقمي، وبالنسبة إلى الإعلام والصحافيين ولكل النشطاء الحقوقيين والسياسيين".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom