Al-Quds Al-Arabi

الأمم المتحدة تؤكد أنها تستعد لاحتمال تزايد العنف بعد رحيل القوات الدولية من أفغانستان

-

■ لنــدن- «القــدس العربــي»- وكالات : أكد مفوض الأمم المتحدة الســامي للاجئــن، فيليبو غراندي، أن المنظمــة الدولية تضع خططاً لمواجهة احتمال ارتفاع أعمال العنف في أفغانستان عندما تنســحب القوات الأمريكية بعد عقدين من تدخلها في هذا البلد. وقال غرانــدي، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» الفرنســية، إنه يتفهم أنه «لا يمكن أن تســتمر إلى الأبد» عمليات عسكرية دولية مثل تلك التي جرت في أفغانستان .

لكنه حذر من أن «انســحاب القوات الأمريكية من أفغانســتا­ن وقوات أخرى أيضاً يشــكل دليلاً آخر علــى أن العنف قد يتزايد بعد ذلك». وأضاف: «نحن نضع الخطط لذلك».

وحققــت حركــة طالبان مكاســب كبيــرة في مختلف أنحاء أفغانســتا­ن فيما تستعد الولايات المتحدة لســحب آخــر قواتها من البــاد بحلول أيلول/ســبتمبر بعد عشــرين عاماً مــن التدخل رغم أن محادثات الســام بين الحكومة الأفغانية والمتمردين تراوح مكانها.

وأكــد مســؤولون محليــون، أمــس الجمعة، أن مســلحي الحركة ســيطروا خلال الســاعات 24 الماضية على منطقة شــيرن تاجــاب في إقليم فارياب، ومنطقة دهان جوري في إقليم باغلان.

وفــي إقليم فارياب، استســلم أكثر من 200 من القــوات المواليــة للحكومة الأفغانية للمســلحين الخميس، بعد أن ظلوا محاصرين لسنوات، حسب مــا ذكره عدد مــن أعضاء المجلس المحلــي لوكالة الأنبــاء الألمانية. وأضاف أعضــاء المجلس المحلي بإقليم فارياب أن مســلحي طالبان استولوا على أكثر من 100 مركبة عسكرية. أما في إقليم باغلان، قال ثلاثة أعضاء في المجلس المحلي إن قوات الأمن غادرت مركز الإقليم وتراجعت إلى قاعدة عسكرية فــي العاصمة الإقلميــة بول الخميــري، هرباً من الهجمات المكثفة لمسلحي طالبان.

ومنذ بدء الانسحاب الرسمي للقوات الأمريكية وقــوات حلــف شــمال الأطلســي )الناتــو( من أفغانستان في الأول من أيار/مايو الماضي، سقط ما لا يقل عن 29 منطقة في يد مسلحي طالبان.

ويتخوف العديد من الأفغان، لا ســيما النساء اللواتي اســتبعدن إلــى حد كبير مــن محادثات السلام بين طالبان وكابول، من عودة نظام الحركة القمعي في حال انســحبت الولايات المتحدة. كما يتخوف محللون من انزلاق إلى الحرب الأهلية في حال تركت كابول لمواجهة حركة طالبان بمفردها.

والوضــع صعب أساســاً بوجــود حوالي 2.6 مليون لاجــئ أفغاني في الخارج فــي نهاية 2020 حسب أحدث أرقام الأمم المتحدة.

وفي ســياق متصل، أعلنــت ليتوانيا، العضو في حلف شــمال الأطلســي والاتحــاد الأوروبي، الجمعة، أنها ســتمنح اللجوء لنحــو 12 مترجماً أفغانياً خدموا في صفوف القوات المسلحة الدولية ويخشــون تعرضهم لقمع طالبان بعد انســحاب القوات الأجنبيــة من بلادهم. وصرحت رئيســة الوزراء انغريدا ســيمونيتي: «هؤلاء أشــخاص

ساعدوا قواتنا. إنها مسألة شرف بالنسبة لبلادنا أن نساعدهم بدورنا».

وأعلــن وزيــر الخارجيــة غابرييليــ­وس لاندســبرج­يس، للإعلام المحلي: «سنمنح اللجوء لهؤلاء الأشخاص».

وتلقت فيلنيوس هذا الأسبوع رسالة موقعة من 12 مترجمــاً أفغانياً أعلنوا أنهــم عملوا مع القوات الليتوانية في أفغانســتا­ن حتى عام 2013، عندما كانت ليتوانيا تقود مهمة إعــادة الإعمار في إقليم غور بوسط البلاد. وأكد الأفغان أنها «مسألة حياة أو موت» في الرسالة.

وقال وزيــر الدفاع أرفيداس أنوسوســكا­س، من جانبــه، إن عمليات تدقيق جاريــة للتأكد من أن الموقعين على الرســالة عملوا بالفعل مع القوات الليتوانية في أفغانستان.

ويقول الأفغان إنهــم أثناء العمــل مع القوات الأجنبيــة، قاموا بجمــع المعلومات من الســكان المحليــن والســلطات الحكومية، وشــاركوا في اجتماعات استخباراتي­ة وســاعدوا في تدريبات وحتى شــاركوا في عمليات عسكرية ضد طالبان. وحذروا من أنه مع ســيطرة طالبــان على البلاد، سيكون الأشخاص الذين عملوا مع القوات الدولية «الهدف الأول» للمتمردين.

ورغم ذلك، قالت طالبان، الأســبوع الماضي، إن على الأفغان الذين عملوا مــع القوات الأجنبية ألا يتخوفوا من شــيء عند انسحاب القوات الدولية شرط أن «يظهروا الندم».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom