Al-Quds Al-Arabi

وقائع سابقة

-

لقد عرفت المحاكم المصرية مثل هذه الشــهادات، التي هي شــهادة رأي لا شــهادة رؤية، منذ قضية «الجهاد الكبرى» والتــي كانت تضم قتلة الرئيس الســادات، ومن خلال الشهادة التاريخية للشيخ صلاح أبو إسماعيل، الذي شــهد في قضية أخرى بعد ذلك بســنوات، وهي الخاصــة بمحاكمة تنظيم «الناجون من النار» ثم شهدت قضية محاكمة المتهمين بقتل فرج فودة شهادة اثنين من علماء الأزهر، الشيخ محمد الغزالي، ود. محمود مزروعة.

والهــدف من هذا النوع من الشــهادات، هو إيجاد المبــرر لاندفاع الجناة لارتكاب جريمتهم، والمســتهد­ف هو تخفيف الأحكام، ولــم يحدث أن نقلت أي من هذه الشهادات عبر القنوات التليفزيون­ية، ولهذا فعندما تنقل شهادة الشيخ يعقوب، فإننا لا نلام إذا قلنا إن الموضوع فيه إنَّ، وأخواتها!

هذا فضلا أن هذه الشــهادة كانت في اليوم الأول لسريان قانون غريب، اعتمده عبد الفتاح السيســي يجرم تصوير جلســات المحاكــم بدون إذن، ويضع عقوبات ضخمة لذلك، وهو أمر لم يعلن عن المبرر له، والدستور ينص على علانية الجلسات، إلا إذا كانت خطوة في مشوار تجريم مهنة الصحافة، التي أصبحت مــن المهن المنقرضة في بلدي، وعندما يحدث النقل على الهواء مباشرة للشهادة، ولو بالحصول على الموافقة، فإن الموضوع لابد وأن يكون فيه إنَّ، بل إنَّ وأخواتها!

وعندما نعلم أن المحاكمة في القضايا من هذا النوع تتم في أجواء مختلفة وغير مســبوقة، ومن القضايــا التي تخص الرئيس محمد مرســي وأركان حكمه، إلى غيرها مــن القضايا الأخرى، حيث المتهمــون في قفص زجاجي عازل للصوت، ثم تنقل هذه الشــهادة على الهواء مباشرة، فإن الفأر يلعب في صدرنا، كناية على شدة الشــك، والذي يدفع للقول، إن الموضوع فيه إنَّ وأخواتها!

بيد أن الرؤية اتضحت، ولم يعد في الموضوع إنَّ، فقد صار الشــك يقيناً، بهذه الحفلة التي كانت في انتظار شــهادة الشــيخ محمد حسين يعقوب في المساء والســهرة، والتي شــاركت فيها الجوقة بالهجوم على الرجل، حيث القنوات التلفزيوني­ة التي تدار بواسطة رسائل سامسونج!

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom