فعاليات المقاومة الشعبية الليلية تتواصل على حدود غزة وحماس تؤكد: رسالة تحد لكل المراهنين على حرق الوقت
الجهاد أعلنت استمرار الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة
تواصلــت فعاليات «وحــدة الإرباك الليلي» على عدة محــاور حدودية تقع إلى الشــرق مــن مدينة غــزة، محدثة إزعاجــا كبيــرا لجنــود الاحتــال، والإســرائيليين القاطنــن فــي مناطق «غلاف غزة»، بســبب أصوات صفارات الإنذار التي تطلق، والمحاولات المتكررة للوصول إلى الســياح الفاصل من أجل قصه، فيما شــيعت جماهيــر غفيرة من المواطنين جثامين شــهيدين ســقطا في مواجهات وقعت شمال القطاع مساء أول من أمس.
ولم توقف عملية الاســتهداف المباشر مــن قبل قــوات الاحتــال للمتظاهرين المشــاركين في «وحدة الإرباك الليلي»، نشــاطات تلك الوحدة، بعد استشــهاد اثنين مــن عناصرها قبــل يومين، خلال عمليــة قصف نفذتها طائرة إســرائيلية على حدود بلــدة القرارة جنوب القطاع. وعــاد النشــطاء مــن جديــد ونظموا فعاليات جديدة، هدفها استفزاز الجنود الإسرائيليين، من خلال إطلاق صفارات الإنذار، عبــر أبواق مكبــرات الصوت، علاوة على إشــعال النيران في إطارات الســيارات، والاقتــراب مــن الســياج الفاصل عنــد أكثر من نقطــة حدودية، بهدف قطعه وإحداث خراب به.
ويلجــأ الشــبان الذين أعلنــوا عن تشكيل هذه الوحدة، إلى مكبرات صوت ضخمــة، توصــل أصواتها مع ســكون الليل، ليس فقط إلى الجنود المنتشــرين قــرب الحدود، بــل الى ســكان البلدات الإسرائيلية القريبة.
وذكرت تقاريــر إســرائيلية أن عمل هذه الوحدة التي نشــطت بشكل كبير، بعد توقف مباحثات التهدئة التي قطعت شوطا طويلا، يزعج كثيرا الإسرائيليين القاطنين قــرب الحــدود، ويحول دون شعورهم بالراحة ليلا، بسبب الأصوات العالية.
وفــي آخر فعاليــات لهــذه الوحدة، أصيــب عدد مــن المواطنــن بالاختناق والرصاص، بعد إطــاق الاحتلال النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، شرق مدينة غزة، وبعض المناطق الحدودية الأخرى.
وليل الثلاثاء وفجر أمــس الأربعاء، قام الشــبان المشــاركون فــي الفعالية، بتســليط أشــعة الليزر، صــوب جنود الاحتلال، للعمل على إحــداث ارباك في صفوفهم.
وكان الشبان المشاركون في فعاليات «مســيرات العــودة» قــد لجــأوا منذ انطلاقها إلى تشكيل العديد من الوحدات المشــابهة، ومنها «وحدة الكاوتشــوك» المتخصصة بإشــعال النار فــي إطارات الســيارات قرب الحدود، وكذلك «وحدة قــص الســياج»، و»وحــدة الطائرات والبالونات الحارقة .»
وفــي هــذا الســياق قــال عصــام الدعاليــس، نائــب رئيــس الدائــرة السياسية في حركة حماس «إن الطبيعة لا يمكن أن تعاند شعبا يُريد كسر الحصار عنه».
وأكد في تدوينة نشرها على صفحته علــى موقع «تويتــر» أن «فصلُ الخريف جاء وجاءت معه أدواته ووســائله في مشاغلة العدو وتعزيز مسيرات العودة».
وأشــار إلى أن ذلك يأتي كـ «رســالةِ تحد فلســطينية لكل المراهنين على حرق الوقت، واللعب علــى المتغيرات المناخية والزمانية».
يشــار إلى أن الهيئــة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكســر الحصار، دعت في وقت ســابق لتصعيد الفعاليات، من أجل كسر حصار غزة، وعقب ذلك شهدت الفعاليات الشعبية التي هدأت على مدار ثلاثة أســابيع، نشطت خلالها وساطات مصرية للتوصل إلى تهدئة، نشاطا كبيرا في كافة مخيمات العودة الخمسة.
ويوم أمس شــيعت جماهيــر غفيرة جثامين شهيدين ســقطا مساء الثلاثاء، خــال مواجهات اندلعت عقب مســيرة دعت لها الهيئــة الوطنية قرب معبر بيت حانون «إيرز» شــمال القطاع، احتجاجا علــى اســتمرار الحصــار، والمخطــط الأمريكي الرامي لإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا».
ومنذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة استشــهد 180 مواطنــا بينهــم أطفــال ونســاء، فيما أصيــب أكثر مــن 19 ألفا آخرين، بنيران الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتــه قال الشــيخ نافــذ عزام، عضــو المكتب السياســي لحركة الجهاد الإســامي، إن مباحثــات «التهدئة» لم تتوقف. وقال فــي تصريحات لصحيفة «الاستقلال» التابعة لحركته «الاتصالات مع الأشــقاء المصريين وفصائــل العمل الوطني لم تتوقــف، والقاهرة تصر على التوصل إلى اتفاقات وحلول لكل الملفات الفلسطينية العالقة».
وأضــاف «كنا علــى مســافة قريبة جداً من التوصل لاتفــاق تهدئة، يخفف جزءاً من معاناة شــعبنا، دون أن ندفع ثمنــاً سياســياً»، لكنــه حمل الســلطة الفلســطينية مســؤولية عدم التوصل لهــذا الاتفاق، وقال «الســلطة للأســف أعاقت التوصل لاتفاق تهدئة، والمبررات المطروحة مــن جانبها في هذا الإطار غير مقبولة، وغير منطقية».
ولفت إلى أن مبررات الســلطة كانت تتعلق بشــكل الاتفاق وليس في جوهره ومضمونه، كالإصرار علــى ترؤس وفد مباحثات التهدئة إلى القاهرة، والتمسك بإنجــاز المصالحة أولا، وقــال «هذا كان صعباً فــي ظل انعــدام حالــة التوافق الداخلي».
وأكد علــى أنــه «لا يجــوز أن يبقى الوضع الفلســطيني بكاملــه معلقًا إلى حين الوصول إلى اتفاق مصالحة، وكان يجب اغتنام فرصة التوصل لتهدئة طالما أنها دون ثمن سياســي، من أجل كســر الحصار».