Al-Quds Al-Arabi

استكمال ترتيبات تسليم المرافق الحيوية في طرابلس لقوة نظامية

-

■ طرابلس - من وليد عبد اللله: أعلنت وزارة الداخلية في حكومة «الوفاق الوطنــي» الليبية، الأربعاء، أنها أعدّت جميــع الترتيبات المتعلقّة بتســليم كافــة المرافق الحيوية بالعاصمة طرابلس إلى قوة شرطية نظامية.

وقالت الوزارة، في بيان نشــرته على صفحتها الرسمية فــي موقــع «فيســبوك»، إنها «أعــدت جميــع الترتيبات، بالتنســيق مع لجنة الترتيبات الأمنية، لتسليم كافة المرافق الرئيسية لقوة شرطية نظامية».

ولفتت إلى أن «هذه القــوة تعمل بمهنية، وتتمتع بخبرة عالية، وبعيدة كل البعد عن أي تجاذبات سياسية، ومهمتها حمايــة الممتلكات العامة والخاصــة، وضبط الخارجين عن القانون، وتأمين المرافق الحيوية. «

وأضاف البيان أن لجنة الترتيبات الأمنية التي شــكلها المجلــس الرئاســي، موخــراً، تهــدف إلى «إحــال الأمن والاســتقر­ار داخل طرابلس، وتقديم الحمايــة للمواطنين والممتلكات الخاصــة والعامة، وتعزيز وقــف إطلاق النار، وإرساء النظام عبر قوة شرطية نظامية منضبطة ومهنية».

وأشــار إلى أن «من ضمــن المهام الرئيســية التي كلفت بها لجنة الترتيبات الأمنية، تأمين الاســتحقا­ق الانتخابي القادم، الذي يســعى المعرقلون للاتفاق السياسي إلى منع حصوله، عبر الاســتمرا­ر في العبث بأمــن الوطن وترويع المواطنين».

وشدد على أن «استحقاق الانتخابات هو المخرج الوحيد بليبيا من حالة الانقسام والاقتتال الحالي».

ووفق بيان داخلية «الوفاق»، دعت الوزارة كافة مكونات الشــعب الليبي لـ»الوقوف مــع لجنة الترتيبــا­ت الأمنية لضمان نجاحها في تنفيذ مهامها، من أجل استتاب الأمن في ربوع الوطن كافة.»

والإثنين، أعلن وزير داخلية الوفاق، عبد السلام عاشور، في إطــار «الترتيبات الأمنية الجديدة» بطرابلس، تســليم مهمــة تأمين مطــار معيتيقة الدولــي إلى قــوات من الأمن المركــزي )تابعة للــوزارة( بدلًا من قوة «الــردع الخاصة» )تتبع الداخلية أيضًا)».

وفي ســياق متصل، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، الثلاثاء، إنه سيطلب من مجلس الأمن إجراء تعديلات على خطة العمل الخاصة بإنهاء النزاع الليبي.

ولم يحدد ســامة، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة «218 نيوز» الليبية )خاصة(، طبيعة هذه التعديلات.

وتتضمن الخطــة الأممية محاور، منهــا: تعديل الاتفاق السياســي لـ)عــام 2015(، وتنظيم ملتقى شــامل للحوار الوطنــي، والتحضيــر للانتخابــ­ات، وتقديم المســاعدة الإنسانية.

وتدعم الأمم المتحدة إجراء انتخابات برلمانية ورئاســية في ليبيا قبل نهاية العام الجاري، لكن أطرافًا ليبية ودولية تشكك في إمكانية إجرائها في هذا الموعد.

وأضاف سلامة: «ســأتحدث بوضوح في إحاطتي المقبلة لمجلس الأمن، خاصة مع تطورات المشهد في ليبيا والعراقيل التي واجهتنا والأجسام )مؤسسات( التي لم تقم بدورها».

وتابع: «نقــول لليبيين إن هناك خطة واحدة، وهي خطة البعثة الأممية، التي وافق عليها مجلس الأمن قبل عام».

ومضــى قائلًا: «أنا لســت مغرمًــا باتفــاق الصخيرات )للسلام عام 2015(، ولكن لا أريدُ حالة فراغ في ليبيا.»

وتعتزم إيطاليا تنظيم مؤتمر، في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل، حول النزاع في ليبيا الغنية بالنفط.

وقال المبعوث الأممي إن الأمم المتحدة ستذهب إلى روما، إذا تمــت دعوتها، ولــن تغيب عن أي اجتماع تشــارك فيه أطراف الأزمة الليبية.

وأردف أنــه لا يمكن للأمم المتحدة أن تمنــع أي دولة من أعضائها من طرح مبادرة لحل الأزمة في ليبيا.

وقال ســامة: «نراقب وقف إطلاق النار عن كثب وعلى مدار الساعة بالتنسيق مع غرفة ليبية».

وتابع: «لدينــا كل المعلومات حول مــن قام بخرق وقف إطلاق النار ويهدد حياة المدنيين في طرابلس.»

وشدد على «ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل فعّال، حتى نتمكن من مناقشة كافة العراقيل لإنهاء الأزمة.»

وقال سلامة إن قائمة العقوبات التي ستُرسل إلى مجلس الأمن حول طرابلس ســتضم أفرادًا مســؤولين عن عناصر وتشكيلات.

وتابع: «عملنا على ملفات وقضايا مع المجلس الرئاســي )الليبــي(، أبرزها فــرض ترتيبات أمنية جديــدة وملفات المعتقلين وفصل سجن معيتيقة )بالعاصمة( عن المطار، لكن المجلس الرئاسي تأخر في العمل.»

وقال ســامة إن «أولى مهامي هي عــدم تدمير العاصمة وسقوط مدنيين، وسأعمل ما في وسعي، لكن إذا استُخدمت أســلحة ثقيلة مثل اليوم فلدينا كل المعلومات، وســأطالب بفرض عقوبات من مجلس الأمن».

وأدانــت بعثــة الأمم المتحــدة للدعــم فــي ليبيا تجدد المواجهات المسلحة، الثلاثاء، بالعاصمة طرابلس بعد هدوء استمر 14 يوما.

وطالبت، في تغريدة على حســابها فــي موقع «تويتر»، جميع الفرقاء بالالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار.

وقالت البعثة إنه لا يمكن الســير في عملية الإصلاحات في ظــل علو صوت القتال الذي يدفع ثمنــه المدنيون العزل القاطنون في العاصمة، والقادمون من شتى أنحاء البلاد.

وعادت أصوات الاشتباكات تســمع مجددًا في العاصمة الليبية طرابلس، بعد هدوء حــذر دام 14 يومًا، إثر الإعلان عن وقف إطلاق النار برعاية أممية.

وســمعت أصــوات اشــتباكات بالأســلحة الثقيلة في عدة أماكن فــي العاصمة الليبية، من بينها منطقة «شــارع الخلاطــات» في ضواحــي طرابلس الجنوبيــة، فضلًا عن منطقة طريق المطار.

وتتمركز في طريق المطار كتائب معادية لحكومة «الوفاق الوطني» المعترف بها دوليًا، يقودها صلاح بادي، قائد لواء «الصمود»، الداعم لحكومة الإنقاذ السابقة ‪،)2017- )2014‬ ويقابلها قوات الدعم المركزي بقيادة أغنيوة الككلي، التابع لداخلية «الوفاق. «

ولم يصدر أي بيــان من حكومة الوفاق أو البعثة الأممية حول الاشتباكات.

وشــهدت طرابلس، خلال الفترة الأخيرة، اشــتباكات بين مجموعات مســلحة متنافســة علــى النفوذ ونقــاط التمركز بالعاصمة، قبل أن تتوقف بتدخل أممي، أســفر عن إعلان وقت لإطلاق النار في 4 أيلول/سبتمبر الجاري. «الأناضول»

 ??  ?? غسان سلامة
غسان سلامة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom